منتديات مجالس الوفاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مجالس الوفاء


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abd el fettah
Admin
abd el fettah


المساهمات : 112
تاريخ التسجيل : 12/01/2013
العمر : 30
الموقع : www.enajah.net

وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟   وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟ Emptyالأحد يناير 13, 2013 12:05 am

وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
يا طائر الليل أسكب الصمت على أحزانك ولا تنادي .. فالآذان ماتت ولن يسمعك اليوم أحد .. ولا تظن أن الرياض ما زالت تجري فيها ينابيع الحياة .. إنما هي قد تحولت إلى ساحات موت تعلق فيها المشانق .. فمقتول وقاتل .. لتجري في جداولها دماء الأبرار والأطهار .. هي ساحات ربيع بمسمى لأناس .. كما هي ساحات تركيع بمسمى لآخرين يريدون موسماَ غير الربيع .. فيها يتنازع من ينادي بالتهليل والتكبير ثم الاجتهاد بالتبديل وفيها من ينادي بالماضي ليكون الماضي بالتخليد والتبجيل .. وهناك أنفس تضحي وتبذل راغبة أو غير راغبة .. وأخرى تقاتل راغبة وغير راغبة .. والأعين خرجت عن خواطر الأخلاق والأعراف لترى ما تريد أن تراها دون سواها .. جدل بين الماضي الذي يتشبث بقوة بجذوره في الأرض .. وبين حاضر في عرفه يريد أن يقتلع شجرةَ خبيثة حتى لا يكون لها قرار .
.................هناك جلست طفلة صغيرة بريئة في عامها الثامن من العمر على الأرض فوق حجر بعشوائية دون أن تخطط لتلك الجلسة .. وقبضت جوانب وجهها بأناملها .. وعينها تزرف دموعاَ حارةَ .. نظراتها شاردة بعيدة .. تنظر في الأفق البعيد بمنظار المجهول ذاك القادم بكفوف الأقدار .. وقد رأت من الأهوال والفواجع ما تقشعر لها أبدان الكبار ناهيك أن أبدان الصغار .. في أعماقها تنظر في حيرة إلى الدنيا وإلى قسوة الحياة .. هربت من بيت أبيها برفقة الأسرة .. وقد توالت الضربات العنيفة من الجو والأرض على الحي الذي يقطنون فيه .. وبدأت أرجاء المنزل تتساقط عليهم بفعل الهزات العنيفة .. وبفعل تصادمات دانات الصواريخ .. حيناَ بعد حين كانت هناك صيحات وصرخات الآلام والأنات في ساحات الجيرة .. وعند ذلك أدرك الأب والأسرة بخطورة الموقف وقرروا الفرار فوراَ من ذلك الأتون .. خرجوا من المنزل في لحظات حرجة جداَ .. وكان الوالد يقود أفراد أسرته ويتقدم بهم في الشوارع متفادياَ القذائف في حذر شديد .. وهي كانت تمسك بأنامل أمها الخائفة الوجلة وهناك باقي أفراد الأسرة .. ثلاثة إخوان يكبرونها سناَ وبنت أخرى كانت أصغر منها .. الضربات كانت عنيفة من كل الاتجاهات .. والمعارك تدور في كل الشوارع والميادين .. والقتال كان مشوباَ بالعشوائية المفرطة والفوضى .. وفجأة سمعوا صوت الأم وهي تصرخ ثم تسقط على الأرض .. وفي لحظات مرعبة التفوا حولها فوجدوها وقد أصيبت إصابة مباشرة وهي تنازع الرمق الأخير .. سحبت يدها من يد بنتها ثم أمسكت بيد الأب وهي تشير إليه بالاقتراب .. وعندما دنا منها قالت له أولادي وبناتي في ذمة الله وفي ذمتك وتحت حماية الله وحمايتك .. وأنا الآن أفارق الدنيا وأفارق سربك .. ثم نطقت بالشهادتين وأسلمت روحها .. وفي تلك اللحظة توالت وازدادت الضربات العنيفة المزمجرة المدمرة .. وظروف الضربات والأوضاع الهالكة لم تسمح لأحد أن يتوقف حتى يترحم على روح أحد .. بل ركضوا جميعاَ في هلع شديد وتفرقوا في كل الاتجاهات ليتقوا القذائف النازلة عليهم كالمطر .. وتشتتوا إلى نواحي متفرقة .. الأخت الصغيرة ثم أثنين من الإخوة اختفوا فجأة في زحمة الفوضى .. وبقيت هي وواحد من إخوانها في معية الأب .. وهي بعد ذلك لا تذكر شيئاَ غير أنها كانت تمسك بيد أبيها في اللحظات الأخيرة عندما طلب منها أبوها أن تركض بشدة بعد أن أصيب بطلقة في صدره .. فركضت قليلاَ ثم عادت إليه مرة أخرى لتجده ينازع الموت .. دنت منه وهي تبكي بحرقة .. فقال لها بصوت ضعيف جداَ : أركضي يا بنيتي وأخرجي من هذا الجحيم .. ثم أردف قائلاَ : كم كنت أتمنى أن أواصل معك مشوار الحياة ولكن يبدوا أنك سوف تواصلين المشوار لوحدك .. فالمرجو أن لا تنسيني من دعائك في أعقاب الصلوات .. ثم فجأة غاب في سكوت الموت .. لم تنتظر المسكينة كثيراَ بل واصلت ركضها ومشت في مشوار المجهول وهي شبه غائبة عن الأحداث التي تدور حولها .. وبعد زمن هي لا تعرف مقداره وجدت نفسها خارج أطراف المدينة .. فجلست هناك على الأرض وهي مرهقة وفي إعياء شديد .. تنظر للدنيا غير تلك النظرة التي كانت في الماضي .. بل هي تنظر إليها الآن بوشاح السواد .. وفي أعماقها لا تريد أن تواصل المشوار في معية الدنيا بعد تلك الأحداث .. بل تتمنى لو أنها لحقت بأبيها وأمها وباقي أفراد أسرتها في المصير .. فلا ربيع يملك التلقيح لتنتج أثماراَ تعوض الأبوة والأمومة .. ولا سعادة في الدنيا بعد أنفس لأحبة رحلوا وتركوها وحيدة هائمة لا تدري بمصيرها .. والربيع له أثمان عالية قد تكون هي الدماء والأبرار .. فهناك من يدفعون وهناك من ينالون .. وتلك سنة النضال في الشعوب .. وقد يشرق فجر سعادة على قوم ذات يوم فيتناولون ثمار البطولات دون أن يدروا بأهلها وبمن أوجدوها .. وهناك آخرون يقدمون التضحيات ويرتحلون عن هذه الدنيا لتكون السعادة لمن يأتي من بعدهم .. وذلك المعنى جليل لمن يتمعن في قصة التضحيات .

( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )[i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alarab3.forumalgerie.net
 
وفي الربيـع هنـاك دموع ؟.؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مجالس الوفاء :: القصص-
انتقل الى: